الإســـــــــــلام في فلسطين المعاصرة

This publication contains the proceedings of a PASSIA conference held under the same title in September 2004. Papers are dealing with subjects such as The Islamic Movements; Islamic Movements, the PA and Israeli Occupation; Jerusalem, Holy Places and Conflict Resolutions; Islamic-Christian Relations: Convivencia and Interfaith Dialogue; Islam and Women Issues in Palestine; Islam and the Palestinian Constitution; The Islamic Movement within the Green Line; Muslims in Europe and the Palestinian Issue; and The Image of Islam in the US Media and the Palestine Question.

Date:
Dec. 1, 2004
Language:
Arabic

Overview

بقلم د. مهدي عبد الهادي

إن العصر الذي نعيشه، يتحدث عن صراع حضارات وثقافات وينشر ثقافة الخوف من الإسلام، (الإسلاموفوبيا) ويعجز عن التوصل الى اجماع دولي في تعريف "الإرهاب" ولكنه يكيل بمكيالين ولا يتردد في الصاق صفات التطرف والعنف بالجهاد أو بمقاومة الاحتلال الأجنبي، وأيضاً بحق الدفاع عن النفس كما يطرح قضايا المرأة وشؤون حقوقها وإنسانيتها للمقارنة بين التعصب والتطرف والانغلاق من جهة وبين الحداثة والتحرر والمساواة من جهة أخرى. كما يكاد يعجز عن توظيف "الحوار" كأداة لفهم الذات ومعرفة الآخر ويقتصر ذلك على نخب علمية ودينية في مناسبات احتفالية.

إن العصر الذي نعيشه، يتحدث عن أصولية إسلامية حيناً وعن نهضة أو صحوة إسلامية أحياناً، وعن إسلام ومسلمين وإسلاميين، وفي ظلّ تعدد هذا الخطاب، لا بدّ من مراجعة للثوابت ومنها:
الإسلام، عقيدة وعبادة وأخلاق وشريعة
العقيدة في مسألة الإيمان تقوم على الاختيار؛ "أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ"[1]
ويؤكد هذا قوله تعالى: "لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ" [2] فبالإضافة إلى عدم الإكراه في العقيدة، لم يفرض الزكاة ولا الجهاد على غير المسلمين وهي من عبادات الإسلام.
الأخلاق؛ الإسلام دين وسطي يقف بين المقدّسين للتراث والمغالين فيه، وبين من ينتهج تحكيم العقل وإن خالف النص القاطع.
الشريعة؛ تحدد صلة الإنسان بنفسه وصلته بخالقه وصلته بمن حوله من بشر ونبات وحيوان وجماد "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا " [3] أي ما شرّع الله لعباده من الدين.
الفقه؛ وحسب اجتهاد أبو حنيفة " هو معرفة النفس ما لها وما عليها" أي الفرق بين فقه النقل وفقه العقل!
إن العصر الذي نعيشه، يشهد تحولات وتحديات خطيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية، فبعد أكثر من مائة عام من نضال الحركة الوطنية الفلسطينية من أجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة المستقلة، جاء القرار الدولي يفرض "التقسيم" على فلسطينيي عام 1947، ويفرز خارطة جغرافية وديموغرافية وعلاقات جديدة، ثم كانت الحروب العربية الإسرائيلية، ومن بعدها سياسات وممارسات الاحتلال العسكري الإسرائيلي بفرض تقسيمات جديدة لما تبقى من أرض فلسطين وهي 22%!، وهذه المرحلة التي تشهد تحديات المحافظة على خصوصية الذاكرة التاريخية والسياسية التي شكلت الشخصية والهوية الفلسطينية. آخذة بعين الاعتبار أن "الدين" كان ولا يزال عاملاً رئيساً في صياغة المجتمع العربي – الفلسطيني وعنصراً فاعلاً في مقومات تطوره وصياغة علاقاته.

من هنا، جاءت فكرة عقد مؤتمر "الإسلام في فلسطين المعاصرة" كمحاولة متواضعة لدراسة ومناقشة العلاقة والرابطة بين تحديات العصر الذي نعيشه من جهة، والنهضة الإسلامية كحضارة وثقافة الأمة من جهة ثانية، وموقع القضية الفلسطينية بينهما!

لقد كانت الحاجة تستدعي دعوة نخبة من علماء ومفكري ومجتهدي الأمة لعرض أبحاثهم وتحليلاتهم حول تداخل وترابط الدوائر الثلاثة المذكورة، في محاولة مسؤولة للإجابة على بعض التساؤلات! ولم يكن من السهل دعوة او اختيار أؤلئك الباحثين للتصدي لهذه المسؤولية وفي مناخ "الخوف" وقيود "الاحتلال"!، فكان لا بد من التواضع في طموحنا الفكري والعلمي واقتصار ذلك على ما هو متوفر وممكن واعتباره بداية على الطريق....

تضم دفتي هذا الكتاب، الأوراق والبحوث والتعقيبات التي قدمت للمؤتمر وقد تناولت خمسة محاور:

أولها: عرض لتأريخ التيارات الإسلامية في فلسطين، وأثرها في الحياة الفكرية والاجتماعية والسياسية المعاصرة، وحاولت الإجابة على بعض التساؤلات، في أسباب نشوئها وهل كانت مهمتها تحريك الإيمان الديني ليوظف في قضايا الصراع أم أنها جاءت جزءاً من الصحوة الإسلامية الساعية لتحقيق انتصار تاريخي"! وما هي الحلول المطروحة أمامها، الحل التاريخي، أي تحرير واستقلال فلسطين من البحر الى النهر واعتبارها "ارض وقف اسلامي" ! أم أن ضرورات الواقع السياسي وموازين القوى المحلية والاقليمية والدولية تتطلب "قبول" حل مرحلي، أي الموافقة على مشروع الدولة الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1967، أم أنها وفي ظروف تناقضات المناخ الدولي، تعتمد التدرج المرحلي؛ لا تنازل عن حق، ولا اعتراف بإسرائيل، قبول قيام الدولة على أي جزء يتحرر مع استمرار الخيار المسلح للمقاومة.

وتناول المحور الثاني، قضية القدس، بين الإرث التاريخي والجغرافيا السياسية، في محاولة لقراءة الحدث التاريخي وفهم دور الأطراف المختلفة في رسم جغرافيه القدس والتحديات التي تجابهه مواطني المدينة، ومستقبلهم السياسي مع بقاء القدس قضية مركزية في العقيدة لدى المسلمين والمسيحيين واليهود.

ويعرض المحور الثالث، العلاقات الإسلامية – المسيحية وقضايا التعايش والحوار وفي الاطار الديني والسياسي والإنساني، مواطنون لا ذميون: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ" [4]

ويبحث المحور الرابع في قضايا المرأة والإسلام، واقعها الاجتماعي والسياسي والتحديات في بناء ثقافة العدالة الاجتماعية والمساواة لبناء مجتمع تقدمي عصري.

أما المحور الخامس، فكان حول طبيعة النظام السياسي الاجتماعي الاقتصادي كما ينظمه مشروع الدستور الفلسطيني، ويبين الإشكاليات الداخلية وتعدد الاجتهادات في اعتماد "مصادر" نصوص الدستور الدينية والعلمية، مع المقارنة بتلك التي اعتمدت في الدول الإسلامية والعربية، هذا وقد عرض وجهتي نظر حول المسلمون في أوروبا والمسألة الفلسطينية وصورة الإسلام في الإعلام الأمريكي والمسألة الفلسطينية.

وبعد فإن الغاية من توثيق أعمال "مؤتمر الإسلام في فلسطين المعاصرة" في هذا الكتاب هو تشجيع الباحثين والمتحاورين إلى الاجتهاد في التحليل النقدي لقضايا المجتمع وعكس صورة موجزة عن التحديات التي تجابهه، وقدرة المشاركين في هذا الجهد المتواضع، على إعمال العقل لا النقل عند طرح بحوثهم وآرائهم في مناخ من التنوع الفكري للتواصل مع جسور الفكر الإنساني.

ولا تزال الحاجة ملحة إلى المزيد من الأعمال الفكرية والعلمية وفي العديد من قضايا الوطن والمواطن، لنشرها ومناقشتها، لبلورة خطاب إسلامي عصري ولاستقراء مستقبل فلسطين على أسس ومبادئ العدالة الإنسانية.

المحتويات
ج

مقدمه

بقلم الدكتور مهدي عبد الهادي

1-4

أولاً: التيارات الإسلامية في فلسطين

الشيخ جميل حمامي

5-10

ثانياً: الحركة الإسلامية في فلسطين

د. ناصر الدين الشاعر (تعقيب)

11-22

ثالثا: الحركات الإسلامية؛ السلطة الوطنية والإحتلال الإسرائيلي

د. عبد الستار قاسم

23-34

رابعاً: قضية القدس بين الإرث التاريخي والجغرافيا السياسية.

د. مهدي عبد الهادي

35-42

خامساً: القدس من وجهة نظر مسيحية

(د. مارون لحام (تعقيب

43-46

سادساً: قضية القدس بين الإرث التاريخي والجغرافيا السياسية

(المحامي ابراهيم شعبان (تعقيب

47-60

سابعاً: العلاقات الإسلامية – المسيحية وقضايا التعايش والحوار

د. مصطفى أبو صوي

61-66

ثامناً: الإسلام وقضايا المرأة في فلسطين

المؤسسات النسائية؛ واقع، علاقات، تحديات، مستقبل

عفت الجعبري

67-86

تاسعاً: الإسلام وقضايا المرأة الفلسطينية؛ حقوق المرأة

ميسون الرمحي

87-94

عاشراً: العولمة وقضايا المرأة

غزاله عرار

95-98

الحادي عشر: الإسلام وقضايا المرأة في فلسطين

(مها عبد الهادي (تعقيب

99-112

الثاني عشرة: الإسلام في مشروع الدستور؛ وطبيعة الدولة في التنظيم السياسي الفلسطيني

د. أحمد الخالدي

113-128

الثالث عشرة: موقف مجلس الفتوى من مشروع الدستور الفلسطيني

د. إسماعيل نواهضه

129-134

الرابع عشرة: المرأة بين الإسلام والدستور الفلسطيني

د. علي خشان

135-150

الخامس عشرة: الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر.

عبد المالك دهامشه

151-162

السادس عشرة: الحركة الإسلامية، واقع، علاقات، تحديات، مستقبل

هاشم عبد الرحمن

163-176

السابع عشرة: الحركة الإسلامية – فلسطين 1948 - نظره من الداخل والخارج

الشيخ ابراهيم صرصور

177-192

الثامن عشرة: المسلمون في أوروبا والمسألة الفلسطينية

د. أندرو رجبي

193

التاسع عشرة: صور الإسلام في الإعلام الأمريكي والمسألة الفلسطينية

عائشه وزوز